يقول: و قد كنت أنت زينة العراق و بهجته ، فشانه (من الشين) و ساءه أنكم رحلتم عنه و ذلك الذي يذيبني و يجعل حالي ما هو عليه
وَكُنتُم وَكُنّا في جِوارٍ بِغِبطَةٍ ... نُخالِسُ لَحظَ العَينِ كُلَ رَقيبِ
يقول: و كنا قبل الرحيل و البعد متجاورين قريبين ، نستمتع بمخالسة النظر رغم الرقباء و هم الحراس من الأهل
فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم ... فَإِنَّ الهَوى وَالودَّ غَيرُ مَشوبِ
يقول: و إن كان الناس (يقصد الرقباء المذكورون آنفا) حالوا بيننا و بين اجتماعنا فإن هواك في قلبي و حبي لك صاف لا تشوبه شائبة
فَلا ضَحِكَ الواشونَ يا فَوزُ بَعدَكُم ... وَلا جَمَدَت عَينٌ جَرَت بِسُكوبِ
يقول داعيا الله : فليحزن الله الواشين الذين فرقوا بيننا كما أحزنوني، و ليجعل دموعهم تجري دون توقف كما أجروا دموعي
وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَ سَلامَكُم ... إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ
يقول : و أني لأسأل الريح التي تجيء من ناحيتك إن كانت تحمل سلامك لي
وَأَسأَلُها حَملَ السَلامِ إِلَيكُمُ ... فَإِن هِيَ يَوماً بَلَّغَت فَأَجيبي
و أطلب منها أن تحمل سلامي إليك فإذا أوصلته لك فرديه معها
أَرى البَينَ يَشكوهُ المُحِبونَ كُلُّهُم ... فَيا رَبُّ قَرِّب دارَ كُلِّ حَبيبِ
يقول: المحبون جميعا يشتكون من البون و البعد و الهجر فيا ربنا قربهم جميعا و أنا منهم
أَلا أَيُّها الباكونَ مِن أَلَمِ الهَوى ... أَظُنُّكُمُ أُدرِكتُمُ بِذَنوبِ
يقول : أيها العاشقون الباكون من الألم الذي أصابكم من شدة الهوى ، لكأني بهذا الهوى عقاب من الله على ذنوب اقترفناها